قال الفتى الذي لم يتزوج مداعبا: أريد أن أرى مَنْ سأختارها حين استيقاظها من نومها، فأجابه صديقه متعجبا: لماذا؟
قال: لأن أول وجه أراه حين أفتح عيني هو وجهها.
ابتسم صديقه وقال له: أهم من ذلك أن تراها حين تستقبلك على الباب.
قال الشاب: ولماذا؟
فأجاب
صديقه: إن استيقاظك من النوم يكون بعد راحة، أما حضورك من العمل فهو بعد
تعب ومشقة، فأيهما نحتاج فيه أكثر إلى الجمال والوجه الطلق، والابتسامة
الجذابة والخبر السار؟
أختي الزوجة الفاضلة.....
لو تعلم كل
زوجة ما يدور في رأس زوجها في تلك الساعة التي يقطعها صامتا في طريقه إلى
بيته، ولو تدري تلك الأمنيات الطيبة التي تتزاحم دافئة في قلبه.
ولو رأته
وهو يغض الطرف عن كل ما حوله فلا يبالي بشيء فها هو عائد إلى البيت؛ لعرفتْ
لماذا تصاعد الدخان الكثيف على وجهه عندما سكبت ذلك الدلو من الثلج على
دفء أمنياته عند اللقاء.
أيتها
الزوجة الذكية، أول لك في كلمة واحدة: أجلي كل مشاكلك لمدة نصف ساعة تبدأ
بعد قولك لزوجك: (مرحبا)، عند دخوله البيت، ولا أنسى أن أذكرك أن تقولي:
(مرحبا يا زوجي العزيز)، قوليها بكل لغات التخاطب.
وباختصار فإن حسن الاستقبال يتلخص في وجه باسم، ورائحة طيبة، وخبر سار، وكلمة لينة.
النظافة والجمال:
والزوجة
الصالحة تعمل دائما على أن يأنس منها زوجها التجمل والزينة في كل وقت وحين,
وتحرص على أن تبدو نظيفة في نفسها وفي بيتها وكل متعلقاتها، لأنها تعلم أن
النظافة ترتبط بالجمال وأن الزوجة المهملة لنظافتها تصبح منفرة لزوجها....
ولو تعلم
أمثال تلك النسوة مقدار ما تمثله هذه الأفعال من معاول هدم، لما جرأت على
اقترافها، ولاستجابت لأوامر الشريعة بالنظافة والتطهر، تروي السيدة عائشة
أن امراة من الأنصار سألت النبي r عن غسلها من المحيض، فعلمها النبي r كيف
تغتسل ثم قال لها: (( خذي قرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ
فتطهري بها ))، قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال: (( سبحان الله
تطهري بها ))، قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها، فقلت: ضعيها في مكان
كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم، وصرحّت لها بالمكان الذي تضعها فيه [رواه
البخاري ومسلم].
وفي هذا
الحديث تنبيه للمرأة إلى أهمية الروائح بالنسبة للزوج، والمرأة تتطهر
وتتطيب بوسائل مختلفة حسب مقتضيات التطور والحداثة لما في ذلك من أثر جميل
في نفس الزوج.
(والإنسان
بطبيعته يعشق الجمال ويهواه... ولهذا لم يسقط الإسلام الجمال من حسابه عند
اختيار الزوجة ففي الحديث الصحيح: (( إن الله جميل يحب الجمال )) [رواه
مسلم].
ويضع الرسول
r تحديدا للمرأة الصالحة أنها الجميلة، المطيعة، البارة، الأمينة، فيقول:
(( التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره
))[صححه الألباني].
وما
زال مظهر المرأة لدى معظم الرجال واحدا من أعظم مصادر أرصدة الحب في
البيت, وقد خلق الله جسد المرأة وجعله مصدرا للإثارة للرجل، وتتفنن النساء
في إبراز مناطق الإثارة في أجسادهن سواء بالملابس أو بالحركات، فإذا توقفت
الزوجة عن ذلك أو تجاهلته أو فعلت العكس، فما مصير رصيد الحب في بنك الحب؟
بل ما الرسالة التي تصل للزوج من هذا السلوك؟ هل هي رسالة حب أم كره؟
إن هذا
السلوك من الزوجة أشعة غضب حارة على الزوج حتى في الظل مما يصيب الزوج
دائما بالرغبة في الهروب أو على الأقل الرغبة في عدم اللجوء إلى ظل هذا
البيت، وتنهار أرصدة الحب، فيقل مدح الزوج، ويقل الغزل منه لزوجته، فتستشعر
البرود، ويزيد إهمالها في إبراز جاذبيتها، وهكذا يسير الأمر في دائرة
مفرغة حتى يصل إلى الانهيار.
وقد قال
البرقوقي: جمال المرأة وتجملها طريق ميل الرجل وافتتانه بها، وقوام الزينة
النظافة... فعلى الأخت المسلمة أن تتجمل لزوجها ما وسعها ذلك, وذلك بتنظيف
الثياب، وتنظيف البدن بتنظيف البشرة بالماء، والمضمضة والاستنشاق
والاستنثار، وكذلك العناية بنظافة الأسنان وتسويكها وتخليلها وتنقية العين
وتكحيلها، وتقليم الأظفار وتسويتها وحلق العانة ونتف الآباط.
والتجمل
والتزين من الأشياء التي تسعد الزوج.. فاحذري أن يراك الزوج بثيابك
البالية، وشعرك المنكوش، ورائحتك الكريهة، ووجهك العبوس النكد، وفمك
برائحته المقززة، وأسنانك التي فيها بقايا الطعام، حتى إذا أراد الاعتناق،
أصيب بالاختناق، وأراد الافتراق، ونادى بالطلاق، وذهبت بعد ذلك تبحثين عن
مشعوذ ليعيد لك الوفاق.
قال
تعالى:{أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ
مُبِينٍ} (18) سورة الزخرف، أي أن المرأة قد جُبلت منذ صغرها على التزين
والتحلي، فهي فطرة عندها منذ طفولتها، وبعض النساء لا يظهر جمالها وعطرها
للأسف إلا عند استقبالها للضيوف من النساء والرجال المحارم، فاحذري أيتها
المرأة قبل استفحال المشاكل أو وصول الأمر للطلاق.
قفي أمام
المرآة خمس دقائق لإعادة تصفيف شعرك وتجميل وجهك, والبسي ثوبا نظيفا وضعي
فوقه (مريلة) المطبخ، فإذا علمت بقدوم زوجك؛ فما أسهل أن تنزعي رباط الرأس,
وأن تخلعي عنك مريلة المطبخ, فتظهرين في أحسن هيئة وأجمل منظر, وأما إذا
كان حالك غير ذلك فإنه يسكت ثم يلتمس الأخطاء, وليس السبب هو زيادة الملح
في الطعام أو سخونة المرق، أو غياب الماء من على السفرة، ولا السبب هو عدم
نظافة الحمام، ولا ... ولا ... ولكن السبب هو أنه لم يرض عن منظرك عندما
وقعت عينه عليك عند دخول البيت، وقد قال الشاعر:
عين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساويا